محمود ياسين
محمود ياسين يعد أحد فرسان السينما المصرية في عصرها الذهبي و نجم متألق لم ينطفئ بريقه على الشاشة الفضية و مسلسلات التليفزيون. كما انه واحدا من أعمدة المسرح في العصر الحديث. و هو فنان قادر على التقمص و الإقناع بكل حواسه اعتبارا من صوته الرخيم و نظراته الحادة و ملامحه المؤثرة. و لا شك أن تلك الخصوصية في قدرته على الإلقاء تعد إحدى عناصر تفرده الفني حيث تخرج كلماته واضحة مستقرة في أعماق المشاهد لترسخ خفايا و أبعاد العمل الدرامي.
محمود ياسين تربع على عرش النجومية في السينما المصرية منذ أواخر الستينات و استمر بطلها المتميز في السبعينات و أستاذها في الثمانينات و حكيمها في التسعينات دون أن يتخلى عن حيوية الفتى الأول ليواصل عمله الذي جند نفسه له في معترك التمثيل بنفس القدر من الإبداع و التلقائية و الجدية على امتداد أكثر من خمسة و ثلاثين عاما.
ولد محمود ياسين في بور سعيد، ترتيبه السادس من بين عشرة أخوات. الوالد كان يعمل موظفا في هيئة قناة السويس. كان يميل منذ طفولته إلى مشاهدة الأعمال الفنية و تقليد بعض الممثلين. حصل على ليسانس حقوق عام 1964، و لولعه بالفن التحق قبل تخرجه من كلية الحقوق بالمسرح القومي عام 1963 ليقوم بأعمال بارزة فى مجموعة مسرحيات منها "ليلة مصرع جيفارا"، "وطني عكا"، و "ليلى و المجنون".
قدمه المخرج صلاح أبو سيف للسينما عندما أسند له دورا صغيرا في فيلم "القضية رقم 68"، ثم شاهده المخرج حسين كمال أثناء عرض مسرحية "سليمان الحلبي" فأسند له دورا صغيرا كفلاح في فيلم "شئ من الخوف" 1969، ثم منحه فرصة عمره عندما أسند إليه بطولة فيلم "نحن لا نزرع الشوك" 1970 برغم اعتراض المنتج رمسيس نجيب.. الذي قدم له عقد احتكار لفيلمين بعد نجاح هذا الفيلم و هم "الخيط الرفيع" ، و "أختي".
و بالتالي تمكن محمود ياسين خلال فترة قياسية أن يثبت أقدامه على الساحة السينمائية حينما بدأ العمل مع كبار المخرجين الذين أسندوا إليه البطولة المطلقة . فعمل مع المخرج الكبير صلاح أبو سيف "الكداب" 1975، "سنة أولى حب" 1976، ""و سقطت في بحر العسل" عام 1977، ثم المخرج الكبير كمال الشيخ حيث عمل "على من نطلق الرصاص"، "و ثالثهم الشيطان"، "الصعود للهاوية"، فحسام الدين مصطفى حيث عملا "قاع المدينة"، "غابة من السيقان"، "الرصاصة لا تزال في جيبي"...الخ كما عمل مع مخرج الروائع حسن الإمام فقدما "حب و كبرياء"، "و انتهى الحب"، "بعيدا عن الأرض".. الخ ثم المخرج هنري بركات حيث عملا بسخاء 12 فيلما منهم "الخيط الرفيع"، "أفواه و أرانب"، "اذكريني".. الخ
رغم حرصه الشديد على نجوميته إلا انه لم يخشى العمل مع مخرجين جدد، فقام ببطولة أول أفلام على بدرخان "الحب الذي كان"، و محمد فاضل "شقة في وسط البلد"، و محمد عبد العزيز "امرأة من القاهرة"، و على عبد الخالق "أغنية على الممر"، و مدحت السباعي "و قيدت ضد مجهول"، و أحمد النحاس "الطائرة المفقودة" و أحمد يحيى "العذاب امرأة"، و شريف يحيى "أسوار المدابغ" و عبد اللطيف زكى "خيوط العنكبوت"، و المخرج الفلسطيني غالب شعث في فيلم "الظلال في الجانب الآخر" و الدكتور فاروق الرشيدى في فيلم "الفضيحة" و حاتم راضى في فيلم "رجل ضد القانون" و تيمور سرى في فيلم "تصريح بالقتل" و طارق النهري في فيلم "الشجعان"، و إسماعيل مراد في فيلم "اغتيال فاتن توفيق" و أخيرا أيهاب راضى في فيلم "فتاة من إسرائيل".
يرأس محمود ياسين جمعية فناني و كتاب و إعلامي الجيزة منذ إنشائها منذ 21 عاما، و التي تمنح جوائز سنوية للأوائل من خريجي أكاديمية الفنون الجميلة و كلية الفنون التطبيقية و كلية الأعلام ، بخلاف تكريم الفنانين و الفنيين المتميزين سنويا.
و قد شارك محمود ياسين في عضوية و رئاسة عدد من لجان التحكيم للمهرجانات السينمائية الدولية و منها:
عضوية لجنة تحكيم مهرجان قرطاج السينمائي 1988.
عضوية لجنة التحكيم الدولية للدورة (18) لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 1994.
رئاسة لجنة تحكيم المهرجان السادس و الأربعين للسينما المصرية الذي أقامه المركز الكاثوليكي المصري للسينما عام 1998.
الرئيس الشرفي للجان تحكيم مهرجان القاهرة الرابع للإذاعة و التليفزيون عام 1998.
عضو لجنة تحكيم المهرجان القومي الخامس للسينما المصرية عام 1999.
رئيس لجنة تحكيم بانوراما السينما المصرية بمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي عام 1999.