لفنانة القديرة ماري منيب لم يشاهدها أغلب الأجيال إلا من خلال شاشة السينما التي جسدت فيها دور الحماة معظم الوقت. سبب نجاحها الشديد في أداء هذه الشخصية واستسهال المخرجين الذين تعاملوا معها ـ لكنها أثبتت قدرتها الفائقة كممثلة عندما قدمت نماذج مختلفة بعض الشيء مثل دورها في مسرحية إلا خمسة حيث أدت دور سيدة ارستقراطية مسنة ومتصابية ـ ومريضة بالزهايمر عندما كانت تردد عبارتها المشهورة "انتي جاية اشتغلي إيه؟" وتشير الدكتورة فاطمة موسي في كتابها المهم قاموس المسرح إلي أن ماري نصر الله التي اكتسبت اسم ماري منيب بسبب زواجها من الفنان فوزي منيب هي في الأصل سورية الجنسية هاجرت في طفولتها مع أسرتها الي مصر والتحقت مع أختها الكبري بكازينو دي باري أثناء الحرب العالمية الأولي وكان أول دور مثلته هو جامعة أعقاب سجائر تشكو فقرها وبؤسها فيرق لها قلب شاب ويتزوجها ويسدل الستار علي ماضيها، وفي رواية أخري أنها بدأت لأول مرة اعتلاء خشبة المسرح في سن السابعة عشرة عام 1919 من خلال جوقة المنشدات بفرقة أمين صدقي وعلي الكسار أثناء عرض مسرحية "القضية رقم 14 بمسرح الماجستيك. وفي المسرحية التالية أخذت دورا مكتوبا عبارة عن جملتين فقط ـ ثم كونت مع زوجها فوزي منيب فرقة مسرحية واستمرا في العمل معا لمدة 6 سنوات ثم انفصلت عنه والتحقت بفرقة يوسف عز الدين ومنها إلي فرقة نجيب الريحاني لتصنع مجدها الفني.
والغريب أن ماري منيب التي لم نعرفها إلا كوميديانة تؤدي دور المرأة المشاكسة والحماة المتسلطة قدمت أدوارا تراجيدية مع فرقة يوسف وهبي في موسم 1936/1935وشاركت في مسرحية بنات الريف حيث مثلت دور صاحبة بيت للساقطات وكذلك شاركت في مسرحيات "رجل الساعة" ونجم هوي وأستاذ برغوت وقدمت مع الفنانة فاطمة رشدي في عام 1937 مسرحية بيوت محطمة ـ ولكنها تميزت واكتسبت شهرتها العريضة من خلال مسرح الريحاني التي قدمت فيه عشرات الأعمال منها "الشايب لما يدلع" "قسمتي" "الدنيا علي كف عفريت. "استني بختك" لو كنت حليوة وقد كتب عنها شاعر العامية عمرو حسني قصيدة جميلة يقول فيها "اديلويا ست ماريكا. ياماري منيب يامزيكا. ياحماتي علي مر الأجيال" كما كتب عنها الدكتور عمرو دوارة بحثا قيما في مهرجان أسبوع الضحك وكان عنوانه ماري منيب ملكة الكوميديا.